الخميس، 27 فبراير 2020

الذكرى السنوية لِجرح القلب الأول

أستيقظت وأنا اتخلبط في الأرجاء ، لستُ على هدى من أمري ! 
ما الأمر أذًا ؟! 
نظرتُ إلى هاتفي فأنصعقت برؤية التأريخ ، أنه تأريخ الشؤم  والفقد !
جدي العزيز هذه السنة ستكون ذكرى وفاتك السنوية بمثابة رسالة أبعثها لك بواسطة دعاء/بكاء/نظرة مليئة بكل المشاعر ..
لقد حدث في هذه السنة اشياء أكثر بكثير مما ترى العين ويصدّع لها الرأس ويذوب لها الفؤاد ، لا احدّثك عن ثلة من خيرة شبابنا قد رحلوا في غمضة عين للمطالبة بوطنٍ حر ! ولا أحدثك عن الـ الآف المؤلفة من جرحى ومعاقين للمدى مما بقي لديهم من حيواتهم الخالية من الوطن !
وسأغض البصر عن وباء العصر الذي هتك بمسامع الناس وجعلهم يهرعون مغمضي العيون للبقاء على قيد الفناء !
ولا أريد ان أؤلم قلبك بمرض جدتي وتدهور صحتها ، ولا أخفيك عن خبر إغتيال برهم ونجاته بأعجوبة ، كل هذه الأمور ستأخذ مني ردحًا من العمر وأنا أسردها عليك واحدًا تلو الاخر .
لكنني أريد أن أخبرك بشيء يثقل صدري ويعكر صفو فكري ، بأن الشوق إليك والإشتياق لرؤية وجهك لم يعد كافيًا ، تعدى الامر بأن اشتاقك ! دُلني عن مكان تواجدك ، مكان به بقايا منك حتى أحتضنها وأشمّ عبيقها .
أعلم بأن الاحلام لا تكذب ولا ليس اضغاث ايضًا وبأن مكانك هناك في الدار الأخرة ، مكان يليق بك وهذا ما تستحقه ، لكن ماذا عنّا يا جدي !
أعرف بأننا عندما نجتمع لا نذكرك او نكاد نتجاوز ذكرك ليس الا لسببٍ واحدًا فقط ، يعزُّ علينّا أن نلحق أسمّك بـ '' الله يرحمه '' ، لاننا ما زلنا نعلم علم اليقين بأنك لم ولن تمت يومًا ، وبأن مفردة الرحمة تجعل الانفس تضيق لانك حيٌّ بنا ،لا يمكن مجابهة الدموع ونحن في اثر ذكرك ،غالبًا ما تذكرك احدى خالاتي فـ ألتزم الصمّت ، لا شيء غير الصمّت أجيب به عنّك.
لا يمكن محو جلستك في وسط الباحة والشمس تضرب وجهك وانت متجهم وسيجارتك تدخن نفسها من أفكارك !
ولا يمكن ان يتبدل مكان مكوثك في غرفة الجلوس مهما حاولوا وضع أثاث بمكانه وغيروا ديكور الغرفة ، ذكراك باقية ومكانك المهيب ذاته ، احيانًا وأنا أدخل لغرفتك أكاد الاحظ '' دشداشتك البيضاء'' مُعلقة خلف الباب ، وعرگشينتك فوقها منسدلة كظفيرةٍ تستريح علىٰ ظهرِ مراهقة منكبة علىٰ واجبها المنزلي .
وأنا أنا لم اتغير كما تركتني قبل أحد عشرة عام ، لكن سوء طالعي وغضبي ومزاجي المتكدر في ازدياد ، ما زلت حمقاء شرسة ، فتى اكثر من كوني فتاة ، أرتدي البنطال الأسود الذي كلما رأيتني به نهيتني عن ارتداءه ، وأجيب بتحدٍ وشراسة بأنني أرتدي ما يعجبني فتغضب وتشد من أزرك وتنطق بمفردتك اللعوب وتجعلني أعود لأمي باكية طالبةً منها أن نعود الى المنزل الآن ، أتصدقني أن أخبرتك بأن الجينز الان '' البنطال '' لباسي المفضل ، في كل مكان وزمانٍ وفي حفلٍ وحزن .
ولأخبرك بسرٍ أخر بأنني كُلّ يوم وأنا أجهز نفسي للذهاب الى عملي او عندما كُنت طالبة ، عندما أرتدي الجينز أنظر للنفسي في المرآة ويصدح صوتك بكل قوة وتهجم بي ، فأبتسم وأقول لك في نفسي '' يُعجبني يا جدي ، يُعجبني جدًا '' ، أنت تعلم يأن كل ممنوع مرغوب ، لكنني أرغب في ارتداءه في المقام الاول لاستمع لصوتك وانت تنهيني عنه ، حتى لا ينعدم هذا الصوت ويبقى في ذاكرتي مهما حييت من بعدك ، حتى أنظر لنفسي في المرآة بتحدٍ وأخبرها '' حتى لا يضمحل الصوت ويموت'' 
وها انت الآن ياجدي ، بعد احدى عشر عامًا تعود لتقلب الموازين ولتجعل اليوم ضاجًا بذكرك والبكاء عليك ومليئًا بالرحمة والمغفرة لك ، ما زال هذا يوم التناقض في حياتي حيثُ أرثيك صباحًا وأحتفل بميلاد أختي الصُغرى مساءً ، آه لو تعلم كم كبرتُ ، هناك العديد من الاشياء التي اود اخبارها لك انت بالذات لا غير ، لو بقيت لفترة أطول ورأيت ما أصبحت عليه الآن ، لقمت بشتمّي أكثر وأكثر لأحفظ كلامك وصوتك في ذاكرتي بعيدًا عن النسيان ، عميقًا جدًا في أبعد مكان في قلبي لأحتفظت به هناك .
لأرأيت كم كبرت هذه الحمقاء ووضعت نفسها في مأزق واكثر من ذلك بسبب تصرفها على سجيتها ، لوبختها على عنادها ولباقة لسانها ومزاجيتها المفرطة ، لضربتها او يتهيأ لها ذلك بأن ستضربها عندما تفعل ما في رأسها وهي تعلم علم اليقين بأنه خطأ .
كثيرًا ما أتساءل لماذا رحلت مسرعًا أيها الفقد الاول ، ياجرح قلبي الازلي 
أعني كُلّ من رحلوا من بعدك كانوا يرسلون لنّا إشارات بأنهم سيرحلون إلا أنت فكرة رحيلك المفاجئ ما زالت تؤلمني وتؤرق فكري ،رحلت بدون تعبٍ أو مرض ، كعابر سبيل لم يتوقع أي أحد قدومه !
كُلمّا سمعت مفردة ( لو بـاقي ليلـة ) في أغنية او قصيدة اوحتى في كلام احدهم وهو يتكلم ، تأتي أنت في البال ، مهما انشغل البال بغيرك إلا انك ما زلت تتصدره وأسمك مقرونًا يهذه المفردة ، بمفردة الليلة الواحدة ، هل هذا لانك رحلت في ليلة واحدة ام ان روحك سافرت عند الساعة الواحدة !!

هذه التفاصيل ياجدي تتعبني ، تجعلني ألهث وأنا اعلم بان النهاية السرب ليس نهر ، وبأن نهاية الليل ليس نهار بل ليلاً اخر .أتعلم ماذا يعني لشخصٍ مليء بالذكريات والشظايا والناس الميتة ان يتذكرك في تفاصيل تجعل القلب يقرح ، كم تمنيت بانك لو بقيت لفترة اطول لتعلن انسحابك من الحياة ، حتى وان كان ذلك لـ ليلة واحدة ، سأخبرك بذكرى أخيرة تؤلمني  قبل أن أرسل رسالتي هذه ، إليك إينما كُنت !
الطريق الذي وضعوا جثمانك عليه في الخامسة فجرًا بعد ان نقلوك من دكة المغتسل وخالي ينادي عليه بصوت أجش ومجروح كطيرٍ حر وضعوه في قفصٍ مؤشراًا بـ سبابته نحو تابوتك الخشبي القديم ويصرخ بوجهي وصراخه كبكاء طفلٍ ويخبرني بانك انت ترقد هنا ، ولا يمكنك العودة ومخاطبتي او مخاطبته ! 
ما زلت اتحاشى المشي فيه واذا مررت به ، تهرع قدماي قبلي وتسرع من خطاها حتى لا تنفجع بتلك الذكرى التي كبرت معي وأصبحت الان توازيني بالطول والجرح وأشرس مني بالتذكير المؤلم .
أنهيت دموعي وانا انهي رسالتي هذه إليك ، لعلّي أنّام بسلامٍ هذه الليلة أيها الحي ذكراك فيني رغم موتي من زمان .
#فرح_الموسوي 
ذكرى الفقد العظيم 
#الفاتحة لطفًا

الأحد، 3 نوفمبر 2019

لا شيء يجمعنّا سوى العراق

بدأت هذه الأفكار تلعب في مخيلتي منذ ليلة أمس ، حيثُ رأيت الجميع يتردد .. فقلت لم لا ؟ ماذا عني ؟ أعلم بأن الثمن باهض ، وبأن الشباب لن يعود لكن .. أليس هذا ما نريده في كل مكان عندما يدور الحديث عن الوطن .. نريدُ وطن ...
لم أنمّ طيلة الليل ما زالت هذهِ العادة تؤرقني عندما يكون لدي حدثٌ مهم لا يغفو لي جفنٌ ولا يمسح سلطان النوم على رأسي لتهدئة الأفكار قليلاً ..
نهضت قبل أن تُنادي أمي باسمي ؛ وقبل أن يرن منبه هاتفي   .. 
جلست على السرير أرى ماذا حل (بالعراق )خلال الليل بغيابي .. 
قرأت خبر إستشهاد صفاء السراي ، فانعصر قلبي . دائمًا هناك شهيدٌ واحدٌ مؤثر في كوكبة من الشهداء ، يجعلك تنتفض وتصرخ بوجه كل شي .. هذه المرّة كان شهيديّ المؤثر #صفاء_بن_ثنوة 
من الجرم أن يُقتل من لديه حب الحياة والوطن ، الموهبة والنعمة ، الذكاء والمنطق .. رسامٌ ، شاعرٌ وصاحب إبتسامة وديعة تبث الطمأنينة بالنفس .
عزفت عن الذهاب ؛ أخبرتهم بأنني لن أذهب .. 
سمعت كلامٌ من أمي يؤنبني بأنني سأخذل صديقاتي لأنني وعدتهن ، أختي من غرفتها تنادي وتزعق علي بألفاظ نابية حتى أجهز نفسي قبل فوات الآوان ..
بقيتُ جالسةٌ بمكاني ؛ لم يخطر ببالي أي شيء سوى مقطع قصيدة محمود درويش " أيّها الوطن المتكرر في المذابح والأغاني ، لمّاذا أهربك من مطارٍ الى مطار ، كالأفيون والحبر الأبيض وجهاز الأرسال ! " ... بقيت أحملق في الجدران والأسقف وأرددها بحسرةٍ ..
بعدها تذكرت أحمد مطر " نموت كي يحيا الوطن ؟يحيا لمّن ؟ لإبن زنى ؟!  نحنُ الوطن !" 
سألتني أمي ماذا الآن ؟ الوضع يا أماه بحاجةٍ ماسة لِ كوبٍ من الشاي الثقيل وسيجارة حتى أخفف عن ألم قلبي الحاد ..
سكبت لي أمي الشاي وقالت أسرعي صديقاتكِ على وشك القدوم ..
لن أذهب .. 
ونظرت .. نظرتها المليئة بالشك حيال كل شي يحدث خارج السيطرة بأنني منفعلة ومندفعة وراء  مشاعري وبأن كلامي غير منطقي .. 
عادت الكرة مرةً أخرى ، تهيأي إنهنّ على وشك القدوم ..
شربت الشاي وأنا أنفث الدخان والغضب وراء كل رشفة شاي أحتسيها   .. كان الغضب الأكبر موجهٌ للعراق ..
العراق بالذات لا غير  ، لأنه يعتاش على دماءنا الزاكيات .
طيلة الطريق أحدق في الشوارع وصور الشهداء .. وأناقش حول كيفية هذه المرة ايضًا ستكون بلا جدوى والثمن باهض .. 
سكت الجميع ما عدا توت ، كسرت الصمت وقالت نحنُ نعلم كما تعلمين بأن لا جدوى ، لكنها وقفة .. موقف لكل الشهداء الذين نزف دمائهم بدمٍ بارد ولا يعلم قاتلهم أي روحٍ أزهق ..
بهذه الكلمات المستهلكة ظهرت صورة #بن_ثنوة أمامي التي رأيتها هذا الصباح وهو يركض في ساحة التحرير .. وسكتت 
أخذنا الجسر نمشي ونضحك وكأننا مقبلون على حفلٌ للتعارف وليس للمطالبة بوطن .
عندما وصلنا لساحة العز والإباء وسمعنا النشيد الوطني ..
نظرت أليهن وهذه المرّة بفزع .. 
" مغص المعدة اللي يجينا قبل الامتحان من الخوف والرهبة ، من نواجه شخص أكبر منا ونحتاج جرأة وشجاعة ، من نشوف شخص نحبه ونبضات قلوبنا تتسارع  ، عندما يقبلّنا شخصنا المفضل ويراودنا الشعور ذاته ومغص المعدة ذاته ! " . گالن  إييه
" نفس الشعور هسّه راودني وأني أشوف العلم يرفرف وأسمع صوت الهتافات والنشيد ، ولكم هذا حب الوطن مثل لوثة العار ما تنغسل أبد لو يموت ألف شخص وما تنسي لو تنولد ألاف الأجيال بعدها  " ..
قضينا ما يقارب الثلاث ساعات ، بين طلاب وأساتذة ؛ أدباء ومفكرين ، مهندسين ومحامين ..
في النهاية وقبل أن نعود توّحدت الجموع بأكلمها للغناء مع " يا عراق ترجع شي أكيد بحيلك " .. والأيادي مرفوعة نحو الاعلى للتصفيق /للدعاء/ للتضرع لرب السمّاء حتى يجعل هذا البلد آمناً .
والعلم العراقي بكلمتيه كان هناك ، يرفرف معنا /معهم ..
أصابني الوطن في منتصف قلبي ، ها هنا للمرة المليون رغم إدعائي بأن شأنه لا يعنيني بعد الآن ..
 رغم نفوري من كوني أحبه حبًا جماً مهما فعل بنّا ..
بكيت عندما رأيت تلك الجموع 
والهتاف الموحد " الله أكبر " 
عُدّنا للمنزل بعد ساعات طويلة بين الشمس الحارقة والمشي المتعب والتصوير الفوتغرافي اللامحدود ..
أول ما سألتني أمي عنه عند دخولي المنزل 
كيف كان الوضع ؟ 
وكأنها تعلم ..
تمالكت نفسي في البداية 
لكن عندما سمعت " أنت وطنا الغالي " 
بكيت ..
أبتسمت أمي إبتسامة رضى .
كان الجميع يعلم ماهية العراق بالنسبة لنّا جميعاً  ؛ حتى أنا إلا أنني أغالب معرفتي به ، أتغابى عند سماعي هتافه ..
تلك المعرفة العميقة الدفينة التي لا يمكن الفرار منها ؛ أول درسٌ نتعلمه قبل ان نتعلم كيفية النطق " الأرواح فداءٌ للوطن ، لا غير " الوطن هو الأم / الاب / الحبيبة /الصديق .
لكنه تمكن مني في النهاية  ، أقصد نداء الوطن ، أو لربما منذ البدء تمكن مني لكنه كان يماطلني حتى يجعلني أدرك الى أي حد هو متشعب بي ودمي متشبعًا به وليس بالأوكسجين .
في النهاية المسألة مسألة وطن لأنها تعدت كونها مسألة حقوق وحياة حرة كريمة .
#فرح_الموسوي 
٣٠ أكتوبر ٢٠١٩
#ثورة_شعب
#العراق_ينتفض
#نازل_أخذ_حقي
#نريد_وطن 

الجمعة، 21 يونيو 2019

كُلّ شيء ..

" علموا أبنائكم الحُبّ وهمّ بدورهم سيتعلمون كل شيء ، كل شيء صدقوني " .
لقد أخذت وقتًا طويلاً لِكتابة هذهِ المدونة ، وهذا ليس من عادتي !
ولكن .. لأن للحُبِّ وجوهٍ عدّة ..وليس كُلّنا قد رأيناه بوجوههِ الشتى .
لذلك أجل ! الحُبّ هوَ كُلّ شيء ، كُلّ شيء حرفيًا .
ولطالما تساءلت كيف يتولد الحب !؟ لكنني وجدتُ نفسي أمام العشراتِ مّن الأجوبة والأبواب .
يأتي الحُبّ من كُلّ شيء  . من الحنين ، الحقد ، الفرح ،الحزن ، الذكاء ؛ البراءة ، الأنانية ، الحقارة ، الخذلان ، الغرور ، الرحمة ،الحياة والأمل ..والإستحواذ ..!
كما أنّ الحُب إستحواذ " إستعباد " .  أن يجعلك من تحبهُ تستعبده ! فهذا شيء جنوني !!
أنّ تحب ما يحب وتكره ما تكره ! وكأن لا سلطان لك عليك .
تُقلده في إقتناء لبّسه أو حتى في طريقة كلامهِ ، لذلك تجد نفسك بعد زمن وجيز بأنك نسخة مصغرة من شخصك المفضل أو الشخص الذي تحب !
وإذا ما حدث شيء وأبتعدتوا تضحك لأنّك أصبحته بأكملك ! وهذا أيضًا وجهٍ أخر من وجوه الحب .
هناك وجهًا أخر للحب ، ويعدّ من أخطر الوجوه ! وهوَ " الخوف " .
الخوف لربما يكون الوجه الوحيد للحبّ الذي بإمكانه قتله ودفنهِ بعيدًا عن جهة القلب والعقل !
الخوف من الخسران وعدم الإطمئنان . النهاية غير المتوقعة ! والأسوء من ذلك " أنني أخافُ ما أنا مقبل عليه في سبيل الحُبّ ".
أن تحب يعني أن تتخلى عن العديد من أشياءك الجميلة .. وعاداتك وأيضًا ما أفنيت عمرك به من أجل من تحب ..!
وأن تروض خوفك لأن بعض الحرص والخوف ، كمن يضيق الحزام على الراكب وهذا ما يتسبب بقتل الراكب بسبب حزام الأمان وليس بسبب الحادث الذي تعرض له !
.
.
ناقشتُ مع العديد منكم فكرة الحب ! وكيفية التعبير عنه  .. البعض أعجبني ردودهم والبعض الأخر كانت الردود التقليدية ..
أمّا أنا فأفضل الأفعال عن الأقوال ، أي أن أقدم  على فعل  شيء أكرهه في سبيلك هذا بحدّ ذاته حب ، وحب عميق ..
ردود الأفعال كافية لإيصال الحب .. وأيضًا لغة العيون ، ليس من بعدها شيء ..
أن تتلعثم الخطى عندما تلتقي البؤبؤتين ..
ميسون السويدان تقول :
" أتشعر بالذي يهتز  كالزلزال من تحتي ؟ إذا لاقت بلا قصدٍ عيونك لون عيني ! "
.

.أحياناً يأتي الحب إليك كالذي يعيش عمره بإكمله في اللون الرمادي ! ويأتي الحب بلونه الزهري ! يُلون له ما تبقيّ من سنينه ويرحل ! ويجلس معكوف اليدين مطأطأ الرأس ! مردداً ليته لم يحدث ! .


وفي الختام لا يسعني إلا أن أخبركم بشيء مهم وخطير ..

أنتقوا ما تحبون بعنايةٍ فائقة لأنه مردودٌ عليكم !
ولا تنسوا بأنّ الحب يجعل من الوحش إنسانًا
ومن الإنسان وحشًا .
ولا تبخلوا في الحب يومًا لأنه ببساطة كل شيء .

.
مع حُبّي 💜
فرح الموسوي

السبت، 9 فبراير 2019

إياك والأستسلام ، الهزيمة للضعفاء

ذات ليلةً ساءت صحتي جدًا ، لم يسّعفها لا الإسعافات الأولية ولا حتى جرع الأوكسجين والحقن في الوريد والعضلة ..
بقيت على هذه الحالة مدةٌ لا أحُسد عليها ، تهاجمني الظنون /الأفكار /المرض /الأصدقاء /الجو المتقلب /والفقد الشديد من كلّ جهة .
وفي كل يوم أنحل أكثر /أذبل أكثر / أصيب بتعاسة أكبر /وأنتظر الموت بصبرٍ شديد كشخصٍ لديه ألف عمل لم ينجزه بعد ؛ يريد أن ينهي هذا الأمر اليوم وحالاً..
حتى ذلك المساء ، حيث ذهبت للطبيبي المشرف على مأساتي هذه /مرافقي خلال إنتكاستي هذه .
 الشخص الوحيد الذي أخبره بما أشعر به حقًا ؛ لأنني أخبر أبي بأن رأسي يؤلمني وأخبر أمي بأن ضغط دمي منخفض جدًا وأخبر صديقتي بأن حرارة جسدي تكادُ تلسعُ من يلمسني ،
أما هو أخبره بكل ما أشعر به ..
عن رعشة أصابعي ، دوراني /عدم إتزاني ، عن البرد الذي يعيش في ضلوعي الخلفية / عن الخشرجة التي تصدر صوت مزعج في صدري عند التنفس ..
عن كيفية تنفسي عبر فمي وليس أنفي ؛ ك طفلٍ يفتح فاه بملأ إرادته حتى يأخذ هواء يتسعه ويكفيه لثانية واحدة وليس أكثر ..
عن صداعي النصفي الذي يسيطر على رأسي بأكمله ومن ثم ينزل ألمه نحو عيناي  ، فيكاد يفقأهما ويطفي النور بهما ..
عن تنمل أطرافي ؛ وأعصابي التعبة ؛ عن الأرق والتكاسل الذي يصيب جسدي ..
عن كل شيء عن كل شيء ..
يترك الحقنة من يده ويضع يده على فكّهِ وينظر لي متسائلاً :هل هناك شيء أخر ؟
لو كان هناك شيء أخر لأخبرتك به بدون تردد !
أجيب بأبتسامة مقتضبة ..
ينصدم من كل شيء أخبره به وأشعر به في الآن الواحد ..
ثم يخبرني ؛ أمازلتِ تشعرين بالدوار أم النعاس ؟ فرقي بين الأثنين ..
أنني أعرف ما يعنيه كل منهما ! مازلتِ أشعر بالدوار لكنني نعسة الآن ..!
وفي أخر مرة أخبرني بتوجسٍ تام خشية من ردة إنفعالي التي لربما تكون قوية فتؤذيني وتؤذيه ايضًا ..
أنتِ جبانة ؟
ماذا !؟  أنا !!!
كل هذا وما زلت أبتسم ؟ أقاوم ؟ أحيا ؟ واحياناً  أحلم وأفكر ؟ !
أقصد بأنّك لم تقاومي المرض لقد خضعتِ لهُ تمامًا ، رحبتِ به جدًا وكأن لا ضيف لديك اليوم سواه ..
"تبًا ، لقد كشف أمري ، أكره أن أكون شفافة هكذا ، شفافة لدرجة قرائتي من خلال نظرة قصيرة على أحوالي ؟"
أطرقت رأسي الى الأرض وصمتت ..
يعلم كلأنا بأنه على حق ..
فعُدّت أدراجي الى منزلي بعد أن أخذت حقي من الحقن المخصصة لهذا اليوم ؛ وأخذت أفكر بما قاله لي ..
أنه محق ، أنني جبانة ، عكس ما أدعي ، أنني لستُ قوية كفاية ولا قوية حتى . .!
أنني أخذت بالمرض بالأحضان وقاسمته فراشي وسهرت معه ليالٍ وأيام طويلة وكأننا عاشقان يشتهيان بعض من سنين .. !
لكن لا أحد سألني عن رغبتي بهكذا فعل !
بهذا المثول /الخضوع /الأستسلام ..
لقد تعبت ؛ أردت أن ألفت نظر الموت نحوي ؛ أن أثير أهتمامه حتى يقتطفني مثلما يقتطف المزارع العريق الثمر الجيد من الرديء ..
أردت أن يلتفت نحو تلك الورقة التي لم تصفر بأكملها  بعد ؛ ليس الآن ..
لربما لو رأها تتألم لعجّل في أقتطافها ..
 لكنه لم يصدر الأمر بعد ؛ ليس الآن ..
وبعد هذا الإنتظار اللاجدوى منه ..
قررت أن أحارب المرض وأن أطرده من سريري كما فعلت مع حبيبي السابق عندما وجدته يخونني مع صديقة لي ، هجرته وغيرت عنواني عنه ، وأختفيت هكذا ك أبرة في كومة قش ..
سأواجه هذا المرض اللعين الذي أسقطني بقوة وبمحض إرادتي الضعفية ظنًا مني بأن هذا الوضع سينتهي على الفور ؛ لكنه أصبح طويل ؛ لا شيء ينقضي بسرعة سواء الأيام الجميلة والذكريات مع من نحب !
والآن يكفي الإدعاء بأنني قوية ؛ سأكون القوية حقاً بعد الآن ؛ يكفي ضحكًا على الأذقان .
فرح الموسوي 💜📚
كونوا بخير وقوة ولا تخضوا لأي شيء مهما كان .

الاثنين، 31 ديسمبر 2018

لقد كان عامًا..

في هذا العام بالتحديد تعلمت بأن لا احد خالٍ من الهم والحزن ..
كلنا لدينا ما يحزننا . لا احد سعيد على الأطلاق
لا الكاتّب ولا الشاعر ولا حتى القارئ الذي يقرأ لهما
لا احد حتى صديقتي تلك التي تخبرني في كل ليلة بأن أمورها  تسير وفق ما خططت لها وهي الآن على وشك الأنتهاء من خطة هذا العام والشروع في العمل على خطة جديدة للعام الجديد ، وهي ما زالت تقاوم الحياة , اعلم بأنهّا كاذبة ماهرة جداً ؛ هي ايضًا تخفي شيئاً عميقَاً وحزينَاً ولو تحققت كل أحلامها وأمانيها لا تستطيع ان تزيح هالة الحزن هذهِ عن قلبها الصغير ..
وأمي ... 
حتى أمي تلك التي تستيقظ في كل صباح لأجدها تعدّ الشاي والبيض المخفوق جداً وبعناية , أعلم أنها تفكر كثيرًا وتحزن كثيرًا وتود لو بإمكانها أن تستبدل أحزاننا ببعضٍ من أفراحها لكنها مسكينة..
مسكينة أمي لم تحظى يوما بالفرح كما يحظى به باقي البشر لم ترى الفرح مطلقاً لذلك اسمتني فَرَح حتى تشعر بالرضا قليلاً عندما تنطق بأسمي .

 ورغم ذلك هي قنوعة وصابرة وراضية بقسم الله لها .
وحتى سائقي الذي ينظر لي من خلال مرآته الأمامية وأنا أكتب هذا النصّ ؛ جالسة في المقعد الخلفي غارقة في عالمي ودوامتي ؛ صديقي السائق/سائق التاكسي ، الذي يرحب بيّ في كل مرّة يراني بها وكأنها المرّة الأولى ، ملامحهُ التي توشي بأنه على مايرام ؛ وبأن الدنيا ما زالت بخير ..
هوَ ايضًا حزين ، عيناه .. تحمل العديد من الأحزان العميقة التي مهما أطلت بالمسح عليه لن تخفف/تنتهي  ..
كُلّنا غير سعداء ؛ لأن السعادة وقتية ونحنُ نبحثُ عن سعادة أزلية ؛ باقية .. متواصلة !

هذا العام الذي سينقضي الان .. كان من أعظم الأعوام في حياتي ,عرفت فيه كل شيء , عرفت فيه نوعًا اخراً من الحب / ذلك النوع الأزلي/ المتعب/ اللذيذ.
  النوع الذي نقضي العمر كلّه حتى نمارسهُ او نحظى ببعض منه ولن يسعنا ذلك.

لقد حظيت بهِ أنا في هذا العام ..
أن تدعو /تبكي خلسةً/تجلس وحدك تردد في سرك إلهي أنت تعلم ..
وتصمت ؛ تتحشرج الكلمات بداخلك ، لأن ما تريد البوح به  أكبر بكثير من الكلام .. أعمق بكثير مما تظن ، تظنه مجرد بوح /لقلقة لسانِ ؛ لكنه أعظم/أعمق/أشد حزنًا .

كانت سنة مليئة بالإلطاف الإلهية، بالإنكسارات/الخذلان/الفقد /التعري من كل إنتماء إلا إنتمائي للإنسان ..
كانت طويلة/قصيرة ؛ حزينة/مرهفة ، ذات قيمة معنوية/نفسية وذات صفعات عاطفية /عميقة/باقية الى أبد الدهرِ .
ومع ذلك تستحق الذكر ؛ لأن السنين نحن من نصنع محتواها ؛ هي مجرد رقمٍ في التقويم ...!

شكرًا لأنّكِ كُنت هكذا ..!
وَبِسْ وَاللهَ ..
سنة سعيدة عليكم ❤💕
أتمنى ان تكون هذه السنة غير عن السنوات التي سبقت .
فرح الموسوي 

الجمعة، 30 نوفمبر 2018

نبتة الصّبار

احب نبات الصّبار جدًا  ؛ لعدّة أسباب أهمها بأنه لا ينتظر أية أهتمام من أحد ؛ يمكنه مواصلة عيشه مع أو بدون مساعدة او حتى حب . والثاني بأنه لا يذبل بسرعة ، يقاوم ؛ ينمو ، يعيش طويلاً مستمتعاً بكلّ شيء من حوله ؛ لا يحزنه أحدهم حتى وإن قال له أنت مزعج ! أنت مؤذي ! إن منظرك قبيحٌ جًدا ..
لا يزعج كل هذا الكلام الذي لا معنى له ..
واثقُ بنفسه ، راضيًا بطبيعته التكوينة و فخورٍ بها .
احبه لانه لا يحتاج لأن يستند لاحد ما حتى يقف على قدميه ،
يذكرني بعلاقتي مع من أحب ، أنهم يردون شخصٌ يغدق عليهم بالحب والإهتمام طيلة اليوم ، لا شيء لديه سواهم ..
ينتهي الكلم والوصل بالحبيب وهمُ لا يريدون لذلك نهاية  ..!
هذا لا يدعى حب !
هذا يدعى تملكٌ ، تملكٌ مقرف ..!
لا احب ان انتمي لاحد حتى وان كان هذا الشخص أعني له العالم بأسره..ف ليحبني بما أنا  ، بما لدي ..
لا حاجة لتغير لأصبح ما يريد..
الحب ان نحب النقيض والمغاير لنا ..
أنّ نكتشف اشياء جديدة مع من نحب ..
ان تكون لنا عينٌ ثالثة لم نعتد على الرؤية من خلالها..
نعود لنبات الصّبار ..
يشعرني بأريحية تامة مظهره  القوي ، الصلب ، ذو الرؤوس المدببة كأنها أبر معالج ، وكأنه يخبر من يراه هذا انا ..
اؤذي كل من يقترب ؛ ان كنت لا تشكو ولا تبكي بعد ان تقترب ؛ أقترب ..
رغم مظهري المؤذي والذي يخشاه البعض إلا أنني جميلٌ .. رقيقٌ .. قويٌ.. يمكنني الإعتماد على نفسي
ولن أموت إذا تركني احدهم يومًا..
صلابته تذكرني بصلابتي .. لا أنكر بأنني أنسكرت في مرّات عدّة ؛ لم أظن بأنني سأخرج منها حية وعلى ما يرام ..
لكنني خرجت بأفضل حالٍ ؛ مع جانبٍ مظلمٍ في يسار صدري وعقلي ..!
إلا أنني عُدت وبقوة لم يتوقعها احد..
يعجبني لونه الذي لا يتغير ، بكلّ زمان ومكان ها هو لونه يدلنا عليه ..
لونه يصرخ بوجه من يراه ، هذا أنا ..
لن يتغير لوني ، مظهري ، صلابتي ..
أنا أنا رغم كل هذه الظروف التي تطيح بي ..
يشعرني بالراحة ..
النظر إليه يجعلني أتفكر بمواطن الجمال والقوة التي بداخل كلّ منا ..
وفي النهاية ..
أحب الصبار لأنه يشبهني جدًا .
#فرح_الموسوي

الاثنين، 15 أكتوبر 2018

مِنك وإليك حبيبي حُسين

ها قد بدأ أخي الحُسين في حزم حقيبتهُ ليتوجه إليك ؛ في كل عام مثل هكذا وقت يسعى أولنا إليك ؛ حتى يعفر جباهه بترب أقدام زائريك.. فأقف في باب الدار مودعة أياه باسمة واضعة على كتفيه أمانة مفادها " أذكرني عند الحُسين بدعوة "
وأمضي وأدعي بان هذا الفراق لن يطول..
يأتيك سباقًا قبلنا ؛ ليهيأ لزوارك المكان المناسب لخدمتهم وإطعامهم.
من شدّة لهفي للِقاءك وخدمتك أحسده على هذه النعمة وهذا التوفيق .
وبعد أيام من فراقه يكسرني الفراق فأبكييك وأبكيه لأنه بجانبك ؛ كلما دار عينه نحو اليمين رأى قبة حامي لوائك فردد السلام عليه بقلبه ولسانه ؛ وكلما فرغ من خدمة زائريك توجه إليك لزيارتك والجلوس بحضرتك.
وأنا..
سيدي يا سيد الحياة وأنا ..
قُبيل أربعينك بأيام أتيك سعيًا على الأقدام ؛ أنظر الى الجموع الغفيرة التي تعتنيك ويأخذني البكاء طالبة منك إن لا تردنا ؛ وفي كل عام يصيبني شيء يجعلني أقضي جميع أيامي أفكر بما حدث في سبايا آلِ محمد وهمُ في الطريق عائدون إليك ؛ الأعياء والمرض ، الأرق وحتى إن فقدنا طفلٌ من أطفالنا نشعر بنفس الحرقة التي كانت تشعر بها زينب عندما تطوف بين الجثث لا تتعرف على ابنائها ولا اولاد عمومتها وهي تبحث عن أحد من أطفالك سيدي ؛ رغم وجود المراكز التي تهرع في البحث معنا الإ أننا نجلس نبكي ليس لأن طفلا منا تائه ألآن ؛ سنجده أين يمكن أن يكون غير في أحد المواكب ومعه رقم ذويه وعنوان سكنه وسيخبرهم بأن يتصلوا بهذا الرقم ؛نجلس لنبكي الحوراء ولهفتها عندما تفقد أحد أطفالك ؛ تبحث عنه مشدوهة البال والروح ؛ لا تعلم أين تبحث وأين تتجه فتأتيك وتنظر الى رأسك وهو على عامودًا طويل يكاد رأسك ان يلامس السماء تنظر إليك متسائلة " أخي ؛ يافلذة كبدي ماذا الآن أين أجدها؟ " فتدير وجهك ناحية الطفلة المفقودة ويثبت العامود في الأرض لا يمكن لأي قوي من جندهم الجبان أن يحركك ساكن ، تهرع زينب صوب الأتجاه الذي ينظر إليه رأسك وتجد الطفلة .ونحن ؟ ما أضعفنا ؟ ما عمق هشاشتنا عندما نفقد طفلا منا يصيبنا الهلع والبكاء والنحيب وزينب صابرة رغم كل ذلك.
وفي كل عام يكون نصيبنا من المرض ما هو الإ لتخفيف ذنوبنا وقبولنا ، لا يمر عام إلا وطرق المرض بابنا ؛ حتى تقبلنا ونحن طهر عندك ما أعظمك ياحُسين ؛ كُلّ ما لدينا من أجلك ومع ذلك لا نوفيك حقك وإن بذلنا الأنفس سيدي أيها المقدام الخالد .
ومن يصيبه المرض يبتسم ويواصل طريقه وهو ممتن ؛ لقد حظي بما يريده لقد تم قبوله  أو يجد أفضل من ذلك؟ هل هناك أفضل من هكذا قبول ، المرض في طريقك غسل للروح والبدن من الشوائب والامراض التي قد تجعل العبد يزلف عن دربك يومًا ما .
 ورغم مشقة الدرب والوصول أصل لحضرتك ؛ أردد عليك السلام .  سلام الله وملائكته وأنبياؤه ورسله عليك يبن أحمد المصطفى وبن علي المرتضى..
تستقبلني الرائحة العبقة التي تملئ الحرم المطهر ؛ أرى العديد من الناس وكأن الحرم قد توسع كل عام يتوسع ويتسقبل عدد أكبر من ذي قبل ؛ يأتؤك من كل فج عميق عارفين بحقك ؛ طالبين النجاة بأسمك ؛ ومرددين العودة منك واليك ياحُسين ؛ ومن ثم أصل إلى مرقدك ؛ قبرك الطاهر وهناك تختلف العطور والروائح وكأننا في الجنة ؛ بل نحن في الجنة حقًا ؛ حالة الإنخطاف التي نصل إليها ؛ نسيان الروح وكل من حولنا فقط نراك أمامنا يا إمامنا ؛ تلك القائمة التي ندونها في العقل والقلب بحوائجنا المستعصية طالبين من الله وراجينه بأن يحققها لنا بحقك ؛ ننساها القائمة ؛ ننسى الدعاء لأجلنا ؛ ننسى ما نريد منك ونطلب فقط البقاء بقربك والإنغماس في حبك أكثر وأكثر . لاشيء تلك اللائحة وتلك الأماني لا تضاهي لمسة واحدة من ضريحك وشّم عبق عطرك ، وما نحن بدونك ياحُسين قُل لي؟!
لاشيء وحقك لا شيء.. أجساد خاوية جوفاء بدون روح ولا حلم ولا حتى عقل .
وأعود ادراجي ؛ لم اكتفِ من زيارتك ولا من تقبيل ضريحك..
وأنتظر عامٍ كامل أخر حتى أحظى بمثل هذه الروحية وبمثل هذا الحدث..
عامٍ كامّل حتى أتيك سعيًا ؛ باكية ؛ لاطمة أواسي زينبك بفقد رقية ؛ وأواسيها بفقدك الأعظم ..
طالبة منها أن أعود لمواساتها في كل عام ؛ لأستقبال رأسك العائد بعد أربعون صباحًا عن جسدك أيها القرآن الناطق ..
ورغم أنني أشعر بالغيرة من أخي لهذا التوفيق الذي يصيبه كل عام وأجلس أندب حظي ؛ ماذا فعلت بهذه السنة حتى أمتنع من خدمتك ومن ثم أنفض غبار هذه الأفكار عني وأحمد الله بأنه جعلني زائرة لك في يوم أربعينك..
أزورك كل عام وأمنيتي واحدة لا غير ..
هل من قبول يابن علي؟
هل من قبول يبن فاطمة؟
فأبكي ويخشع قلبي وأعلم بأنك سوف تقبلني
وعمّ حبيب يسجلني في سجل أنصارك  ، فيطمئن قلبي لذلك ؛ ومن ثم أبدا بالعدّ لإربعينك القادم والتحضير لها وأبكي من أجل الذين حرموا القدوم لك في هذا العام وأدعوا لهم بِحق الحُسين إن تسجل أسمائهم في سجّل شيخ الأنصار ، حبيب الحُسين وحبيبنا " حبيب بن مظاهر ".
اللهم أجعلنا من زوار الحُسين في كل حينٍ ومن خدامه حتى قيام الساعة ؛ ولا تحرمنا من زيارته في أربعينه مهما أشتد بنا السقم والدنيا منعتنا عن الوصول إليك والبلوغ لك ياقبلة الاحرار ويا إتجاه الثورة العالمية على مر السنين ياحُسين.
عبدك وابن عبدك وابن أمتك.
منِك وإليك ياحُسين فإقبلنا
فرح الموسوي💜 

الذكرى السنوية لِجرح القلب الأول

أستيقظت وأنا اتخلبط في الأرجاء ، لستُ على هدى من أمري !  ما الأمر أذًا ؟!  نظرتُ إلى هاتفي فأنصعقت برؤية التأريخ ، أنه تأريخ الشؤم  وا...